almayali عضو جديد
عدد المساهمات : 17 تاريخ الميلاد : 24/05/1968 تاريخ التسجيل : 29/08/2011 العمر : 56 الموقع : http://foxprogram.hooxs.com العمل/الترفيه : الكومبيوتر المزاج : رائع
| موضوع: كلام في الصبر الجميل الإثنين أغسطس 29, 2011 1:14 am | |
| بسم الله الرحمن الرجيم
اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحياة الهنيئة مطلب لمن يعيش في عالم الدنيا قبل الآخرة والا الجميع ينشدون فضل الله عز وجل عليهم ورحمته الواسعة وجوار النبي الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل بيته الأطهار هذه المدة المحدودة من عمر الإنسان مليئة بكثير من المواقف سواء كانت سلبية أو ايجابية وقد تكون السلبية دروسا يستفاد منها في ترقيع واعادة بناء مايتلف وهو مجال واسع يتطلب الصبر والإرادة القوية في تحمل نوائب الدهر ومصائب الأيام والصبر عند الأفراد نسبي حسب فهمهم وادراكهم وتحملهم للمواقف التي تمر عليهم وقد يحتاج البعض الى صبرطول سنين حياته الى نهاية أيامه في الدنيا و نحن بحاجة الى الصبرالجميل كما ورد في القرآن الكريم في قوله تعالى فاصبر صبرا جميلا) يذكربعض رجال الدين أن الناس ينقسمون الى عدّة جماعات إزاء الحوادث العسيرة الصعبة: 1 ـ فجماعة تفقد شخصيّتها فوراً، وكما يعبر القرآن (وإِذا مسّه الشر جزوعاً). 2 ـ وجماعة آخرون يصمدون أمام الأزمات بكل تحمّل وتجلّد. 3 ـ وجماعة آخرون بالإِضافة الى صمودهم وتحملهم للأزمة، فإنّهم يؤدّون الشكر لله. 4 ـ وجماعة آخرون يتجهون الى الأزمات والمصاعب بشوق وعشق، ويفكرون في كيفية التغلب عليها. ولا يعرفون التعب والنصب في متابعة الأُمور، ولا يهدأون حتى تزول المشاكل. وقد وعد الله مثل هؤلاء الصابرين بالنصر المؤزر (إِن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين) وأنعم عليهم وأثابهم في الدار الأُخرى بالجنّة (وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً) ما هو الصبر الجميل؟ الصبر أمام الحوادث الصعبة والأزمات الشديدة يدلّ على قوة شخصية الإِنسان، وعلى سعة روحه بسعة ما تتركه هذه الحوادث فلا يتأثر ولا يهتز لها. ربّما يحرك النسيم العليل ماء الحوض الصغير، ولكن المحيطات العظيمة كالمحيط الهادي ـ مثلا ـ يستوعب حتى الاعصار الذي يتلاشى أمام هدوئه وسعته. وقد يتصبر الإِنسان أحياناً، ولكنّه سرعان ما يتلف هذا الصبر بكلماته النابية التي تدل عى عدم الشكر وعدم تحمل الحادثة ونفاد الصبر. ولكن المؤمنين الذين يتمتعون بإِرادة قويّة واستيعاب للحوادث، هم أُولئك الذين لا يتأثرون بها ولا يجري على لسانهم ما يدلّ على عدم الشكر وكفران النعمة أو الجزع أو الهلع. صبر هؤلاء هو الصبر الجميل ... قد يبرز الآن هذا السؤال، وهو أننا نقرأ في الآيات ـ من هذه السورة (سورة يوسف) ـ أنّ يعقوب بكى على يوسف حتى ابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم، أفلا ينافي ما صدر من يعقوب صبرَه الجميل؟! والجواب على هذا السؤال في جملة واحدة، وهي: إِن قلوب عباد الله مركز للعواطف، فلا عجب أن ينهلّ دمع عينهم مدراراً، المهم أن يسيطروا على أنفسهم، ولا يفقدوا توازنهم، ولا يقولوا شيئاً يسخط الله. ومن الطريف أن مثل هذا السؤال وجه الى النّبي محمّد(صلى الله عليه وآله وسلم) حين بكى على موت ولده إِبراهيم حيث قالوا له: يا رسول الله، أتنهانا عن البكاء وتبكي؟! فأجابهم النّبي الكريم(صلى الله عليه وآله وسلم) «تدمع العين ويحزن القلب، ولا نقول ما يسخط الربّ». وفي رواية أُخرى أنه قال:«ليس هذا بكاء إِنّه رحمة» وهذا إِشارة الى أنّ ما في صدر الإِنسان هو القلب، وليس حجر! وطبيعيّ أن يتأثر الإِنسان أمام المسائل العاطفية، وأبسط هذا التأثر هو انهلال الدمع ... إِنَّ هذا لايعدّ عيباً، بل هو أمر حسن، العيب هو أن يقول الإِنسان ما يسخط الربّ من جهة أخرى يتبادر للذهن بأن الإنسان محفوظ من قبل الله سبحانه وتعالى في قوله تعالىله معقّبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله)ازاء هذه المصائب والحوادث التي تمر عليه خلال حياته 00 ما هي المعقّبات؟ ذكر أيضا بقوله:«المعقّبات» جمع (معقبة) وهي بدورها جمع (معقّب) ومعناه المجموعة التي تعمل بشكل متناوب ومستمر. والظاهر من الآية أنّ الله سبحانه وتعالى أمر مجموعة من الملائكة بأن يحفظوا الإنسان في الليل والنهار ومن بين يديه ومن خلفه. إنّ الإنسان ـ بدون شك ـ معرّض في حياته إلى كثير من الحوادث الروحية والجسمية، فالأمراض والمتغيّرات في السّماء والأرض محيطة بالإنسان، وخصوصاً في مرحلة الطفولة التي لا يدرك فيها ما يجري حوله ويكون هدفاً سهلا للإصابة بها، فقد يتعجّب الإنسان كيف ينجو الطفل وينمو من بين جميع هذه الحوادث، وخصوصاً في العوائل التي لا تدرك هذه المسائل وتعاني من قلّة الإمكانيات كأبناء الريف الذين يعانون من الحرمان والفقر وهم معرضون للأمراض أكثر من غيرهم. وإذا ما أمعنّا النظر في هذه المسائل فسوف نجد أنّ هناك قوى محافظة، تحفظ الإنسان في مقابل هذه الحوادث كالدرع الواقي. وكثيراً ما يتعرّض الإنسان إلى حوادث خطرة ويتخلّص منها بشكل إعجازي تجعله يشعر أنّ كلّ ذلك ليس صدفة وإنّما هناك قوى محافظة تحميه.
إنّ عدم إدراكنا لوجود المعقّبات عن طريق الحسّ أو التجربة العلمية ليس دليلا على عدم وجودهم، لأنّه غير منحصر في هذا المجال فقط، فالقرآن الكريم والمصادر المعرفية الأُخرى أشارت إلى اُمور كثيرة وراء الحسّ والتي لا يمكن إثباتها بالطرق العادية. وأكثر من ذلك ما قلنا سابقاً من أنّنا نتعرّض في حياتنا إلى كثير من المخاطر والتي لا يمكن النجاة منها إلاّ بوجود هذه القوى المحافظة (ورأيت في حياتي بعض من هذه النماذج المحيّرة، والتي كانت بالنسبة لي كشخص صعب التصديق دليلا على وجود هذا المعقّب اللامرئي ولكي لا يتصوّر أحد أنّ هذا الحفظ بدون شروط وينغمِسُ في المزلاّت، أو يرتكب الذنوب الموجبة للعقاب، ومع كلّ ذلك ينتظر من الله أو الملائكة أن يحفظوه، يعلّل القرآن ذلك بقوله: (إنّ الله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّر وا ما بأنفسهم )وكي لا يتبادر إلى الأذهان أنّه مع وجود الملائكة الحافظة فأيّ معنى للعذاب أو الجزاء؟ هنا تضيف الآية (وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مردّ له وما لهم من دونه من وال) ولهذا السبب فإنّه حين صدور العذاب الإلهي على قوم أو اُمّة، فسوف ينتهي دور المعقّبات ويتركون الإنسان عرضةً للحوادث
| |
|